بنية المجتمعية من وجهة نظر بنائية / مفهوم .. وتطبيق 2 بقلم:أمل فؤاد عبيد
تاريخ النشر : 2007-08-06
القراءة : 1868
فإذا كانت الشمولية كما سبق
وتناولنا على مستوى البنية المجتمعية تعني تماسك العناصر أو الأفراد وهم
المكون الرئيسي والأساسي للبنية هذه أو هي ليست تشكيلا لعناصر مختلفة في
مضامينها وافكارها .. إنما هي وحدة تحكمها في الحقيقة قوانيها الخاصة ..
وهذه القوانين الخاصة هي التي تشكل طبيعتها وطبيعة مكوناتها الجوهرية
وتصبغها بصبغتها المتميزة وايضا حضورها الثابت أو / و المتحول في آن ..
نجد أن هذا يعزز أو يقوم على أساس من الجذور الثابتة ومن ثم عدم الوقوف
عند حد التنويعات الظاهرية للوحدة .. ومن ثم يكون مبدأ الاختلاف والتميز
أساساً لتحديد الوحدة وتعريفها .. على أن وجود الفرد ككائن فرد يبقى رهنا
لتحولات علاقاته التي من خلالها يمكنه تحديد وظيفته .. وهذه الوحدة
المجتمعية او البنية المجتمعية ليس من وظيفة لها سوى ما تقيمه لنفسها من
علاقات مع الوحدات الأخرى .. ومن هنا تأتي أهمية مفهوم العلاقة في التحليل
هذا .. من ناحية أكثر تفسيرية وتوضيح نرى أن لمفهوم العلاقة أهمية تتجاوز
الفرد على أن الفرد و( العلاقة ) يشتركان معا في رسم معالم البنية
ويتأسسان معا من مبدأ الاختلاف الذي يميزهما ويوجد وظيفتهما .. ذلك أن
الفرد في البيئة المجتمعية يتحدد حسبما يكون له من مواقع وأدوار ووظيفة ..
كما أن البنية تتميز من خلال شكل وقيمة هذه المواقع وهذه الأدوار و
العلاقات بين أفرادها وبينها وبين غيرها من البنى .
على أن الفرد رغم ذلك ليس هناك ما يمنع تميزه وتحديده كوحدة شاملة ومتحولة
وقائمة بذاتها من خلال القدرة على التحكم الذاتي وأيضا هو ما ينطبق على
الوحدة المجتمعية التي هي مجموع من هذه الفرديات .. ومن ثم يكون التركيز
على ما للفرد من وجود داخل الوحدة و على ما ينشئه أو يؤديه من وظيفة
تنشئها العلاقة فيما بينه وبين غيره من الأفراد والبنى الأخرى ..
على أن مفهوم الفردية يعيننا و/ أو يفرض علينا تبيان خصائص وسمات محددة
الشمول والتحول والتحكم الذاتي وهذا ما يساعدنا من ناحية أخرى على أن نفصل
بين الأدوار الهامشية والأدوار الأساسية أو الظواهر ذات السمة الهامشية /
ذات البعد الفردي بالمعنى الاصطلاحي , وبين الظواهر ذات السمة أو الأصول
الجذرية / ذات البعد الجماعي .. والتي بدورها تمثل أساس وحقيقة البنية
المجتمعية بشكل كلي ولكن ليس مطلقاً.. وذلك من خلال ما تشكله هذه الظواهر
من هوية ثابتة وطاقة توليدية لهذه البنية .
من ناحية أخرى فإن مفهوم الفردية يتأسس على قاعدة تحديد للبنية المجتمعية
وتعريفها أيضاً .. وبما أن المجتمع هو مجموع أفراد إلا أن حركته وحركيته
لا بد أن تكون من خلال ما للافراد من أدوار ووظائف , فليس للبنية
المجتمعية من وظيفة سوى ما تؤسسه لنفسها ولمجموعها من خلال مكوناتها وهي
الأفراد من علاقات على أن هذا من ناحية أخرى يطرح أمامنا مفهوم النسبية .
. نسبية التشكل ونسبية السمة والخصائص ونسبية الفاعلية انطلاقا من مبدأ
الحضور والغياب الذي هو في حقيقته اساس الاختيار في الوظائف والتفضيل في
العلاقات .
أما بالنسبة لعلاقات هذه البنية المجتمعية وما يرتبط بها وبمحيطها فهناك
نوعين من العلاقات .. علاقات داخل الوحدة / البنية المجتمعية الواحدة
وهناك علاقات خارجها .. أما بالنسة للعلاقات الداخلية فهي تعتمد على ما
للأفراد من قدرة على الاختيار ومن ثم على الإتلاف او المؤالفة أو التنافر
, وعلاقات التأليف أو المؤالفة هذه تتم أو تتحرك افقياً فهي تعتمد على
التجاور أو / و التجاوز بين الكيانات المؤتلفة .. وهذا يحكم الصلة بينها
حيث تكون الصلة صلة تأليف تبادلية / تفاعلية أو صلة تنافرية .. مما يجعل
العلاقة / التفاعل ممكنا او غير ممكن .. فكل فرد يؤسس وظيفته بعلاقاته بما
يجاوره أو/ و يأتلف أو / و يتنافر معه ولا يقف هذا على مستوى الأفراد ولكن
أيضاً من الممكن تصوره على مستوى الأفكار وعلاقاتها بما قبلها وما بعدها
.. فقد يحدث تواصل أو قد يحدث قطيعة .. كما أن مجموع هذه العلاقات
التجاورية بين الأفراد و/ أو الافكار في الوظيفة تتفق وطبيعة الوحدة
الاجتماعية على أنها بنية مركبة من كم لا محدود نسبيا وكيف متجانس من
العلاقات المتداخلة والمشتبكة .
ومن ثم تقوم طبيعة هذه العلاقة على المغايرة والاختلاف برغم ما قد يبدو من
تشابهات وتشاكلات .. فكل فرد في الوحدة أو البنية المجتمعية يختلف عن غيره
من الأفراد في الخصائص ولا يجمع بين فرد وآخر سوى قابليته للتجاور
والتفاعل والتآلف أو التنافر وهذه علاقة حضور في حقيقتها لأنها تقوم على
شيء حادث بين الفرد وآخر أو بين بنية وأخرى . . وللحديث بقية